الأحد، 13 مارس 2016

كوبا ..بلد كرهته!


(هذا المقال نشر في موقع العربي الجديد في ملحق الجيل الجديد على ثلاثة أجزاء)

بلدٌ كرهتها، لذا أتلذذ بالكتابة عنها، فالكتابة والرحلة عدوان! لإن الكتابة تتطلب العزلة بينما الرحلة تتطلب الآخرين، وفي كوبا كرهت "الآخرين" فحصلت على عزلة كافية للكتابة.

 تمكنت من خلال علاقاتي من ترتيب سكن لدى عائلة كوبية، على أن نتفق على السعر بمجرد وصولي، إذ  كان هناك غرفتان في المنزل وكل غرفة بسعر. لحظة وصولي، بدت لي العائلة جميلة، الأب من أصول أسبانية سمين أبيض الشعر وناعمه، له حنجرة غليظة، بينما الأم من أصول رومانية، قصيرة، سوداء العين، شقراء قصيرة الشعر، وعندهم ابنتان، أحداهن متزوجة لم أقابلها والأخرى تقيم معهم في نفس المنزل، وتشبه أمها وأباها في آن واحد.

عرضا عليّ غرفتا نوم لا فرق بينهما – من وجهة نظري- لكن سعرهما مختلف، الأولى كانت بـ 100 دولار في الأسبوع، والثانية بـ 120 دولار في الأسبوع. كلاهما تشمل الوجبات الثلاث وغسيل الملابس. سألت عن الفرق بينهما؟ فقالت الأم:

-       ألم تلاحظ الفرق بنفسك؟

-       لا لم ألحظ فرقاً

هنا تدخل الأب بتعالي مضحك، وهو يقول لزوجته:

-   يبدو أن هذا الشاب يأتي من بلد متخلف تكنلوجياً، وقد لا يعرفون مثل هذه الاختراعات.

شعرت بإن هناك تكنلوجيا متطورة لم ألحظها، فسألت على أستحياء:

-       وما هو الفرق بين الغرفتين؟

فأشارا إلى مروحة صغيرة مغبرة في طرف الغرفة، قائلين:

-   الرطوبة في هافانا عالية، لذا نحن نستخدم "المراوح" في الغرفة، ولا أدري إذا كنتم تستخدمون مثلها في بلادكم، لكن إذا حجزت الغرفة بالمروحة، سأعلمك كيف تستخدمها!

قررت أن أدلل نفسي وأستمتع بتكنولوجيا المروحة.

أتلومونني على كره هذا البلد!

***

السفر في حقيقته آلة زمن، تنتقل فيه من زمن لآخر قبل أن تنتقل فيه من جغرافيا إلى أخرى. لذا حينما أقرأ وجه أي مدينة للمرة الأولى، فإنني أحاول أن أحدد في أي زمن أعيش. وفي هافانا سيكون شعورك حتماً أنك تعيش في الستينيات! لإن الرزنامة في هذه الجزيرة قد تجمدت منذ السيتينيات. كأن البلد أعجبتها حقبة الستينيات، فتوقفت عن النمو رافضةً الأنتقال إلى الحقبة التي تليها. كل شيء هنا يوحي بالستينيات: السيارات، البيوت، الأكل، الوجوه، قصات الشعور، التكنولوجيا، ورائحة البشر. والسر يكمن في الحصار الإقتصادي الذي فرضته أمريكا على كوبا منذ الستينات، ودخول البلد في دوامة إشتراكية تشجع بدعة الإكتفاء الذاتي تأميم الدولة لكافة المرافق الحيوية جعل البلد.

حينما تنظر إلى كوبا في الخريطة من بعيد، ستبدو لك كـ"نمش" متناثر على وجه المحيط، وإذا أرجعت البصر كرتين، ستبدو لك كبندقية قديمة مغروسة في خاصرة أمريكا. وهي كذلك فعلاً، فمنذ دخولها في نزاع مع أمريكا اتخذت هذه الدولة قرارين كبيرين تحدت فيها أمريكا بشكل صارخ، الأول حينما منعت تصدير السكر إلى أمريكا التي كانت تعتمد على السكر الكوبي، مما أدى إلى نقص شديد في السكر في أمريكا، الثاني حينما سمحت لروسيا بإن تضع رؤساً نووية في الجزيرة موجهة إلى أمريكا! والآن يعيش الشعب الكوبي في حصار اقتصادي أمريكي عمره أكثر من خمسين سنة!

***

حينما تصل إلى هنا يجب أن تكون مجهزاً بكل شيئ تحبه، لإنك لا تملك خيارات عدة، فهنا يوجد من كل منتج صنف واحد فقط. فيوجد نوع واحد من الكاتشب والكوكا والعصير والرز والدواء، وكله من إنتاج مصانع الدولة، فلكم أن تتخيلوا رداءة المنتجات.

كما أن المواطن لا يسمح له إلا بمصدر دخل واحد، يكون من الدولة أيضاً. لذلك حرص صاحب المنزل على تذكيري دائماً بأن أقول للناس والجيران بإنني في ضيافته، وأنني صديق لأخيه المقيم في الصين، وأنني لا أدفع مقابلاً للسكن لديه، وإلا تعرض للسجن بتهمة الحصول على تمويل من غير الدولة!

***




"العالم العربي وأمريكا اللاتينية توأمان"

 كلُّ ما في الأَمرِ أَن أمريكا اللاتينية تسبقنا زمنياً، لذلك كلُّ ما يحدث فيها، يحدث لدينا بعدها بفترة زمنية. وكل دولة لاتينية هناك دولة عربية تشبهها. والآن عليّ أن أعرف ما هي الدولة العربية التي تشبه "كوبا"؟

سأصف لكم الشعب الكوبي، تاركاً لكم تحديد توأمه العربي:

الكوبيين لديهم تلك الثقة العالية، بأنهم أفضل الأفضل: أطيب طعام، أجمل شواطئ، أفضل موسيقى، أجمل نساء...إلخ. وهم يدّعون هذه الأفضلية دون أن يكلفوا أنفسهم تجربة ترابٍ/توابل/جغرافيا جديدة. يعتقد الكوبيين دائماً أن كوبا هي محور العالم وأن العالم كله يدور حول كوبا، وأن أمريكا لا تستطيع النوم بسبب كوبا. ويتميز الكوبيون بخفة الدم وسرعة الكلام، لذلك فهم يضيفون إلى مرارة الحياة جرعات من الفكاهة تجعل طعم الحياة مستساغاً. وأخيراً فإنهم مستعدون للإفتاء في أي موضوع يجهلونه والإجابة عن أي سؤال لا يعرفونه، بطريقة مدهشة وبتسلسل موضوعي مقنع ومضحك! إن أكبر صفعة يمكن أن توجهها لسائق تاكسي في هافانا أن تقول له: أنك لا تعرف طرق هافانا، يبدو أنك جديد على المدينة! 

باختصار، يكاد يقول لك الكوبي بإن كوبا هي "أم الدنيا"!

***

أكثر ما يغيظني في هافانا هو تلك النظرة للسائح. فهو في أعينهم عبارة عن "دولار" له رجلين! فهم يفكرون دائماً في كيفية إستغلالك والحصول على مالك. ويرجع ذلك لسببين:

الأول: لإنك –بكل بساطة- مصدر الدخل الوحيد بالنسبة لهم. لإن النظام الإشتراكي يمنع المواطنين من أي مصدر دخل غير ما توفره له الحكومة.

الثاني: أن الحكومة ابتدعت فكرة الدولار السياحي، ويسمونه الكوك، حيث يدفع السائح قيمة كل الأشياء بالكوك، وهو ما يعادل أربع أضعاف الدولار الكوبي. لذلك فإنك تدفع للتاكسي نفس المبلغ الذي يدفعه المواطن، لكن بالكوك، وبذلك تدفع أربع أضعافه.

 لذا فإن الناس هنا سهلون ومنفتحون ومرحون، لكن سرعان ما ينقلب الأمر إلى مصلحة مالية، صحيح أن المبالغ أو الخدمات التي يطلبونها صغيرة، لكني لا أحب فكرة "التسول" بين الاصدقاء.

 وبعد مرورأسبوع، تعرفت على رحالة هولنديين مضى عليهم عدة أشهر في هافانا، بعضهم يتعلم اللغة وبعضهم يتعلم الرقص. وعرفوني على شاب كوبي اسمه رينو، أصبح صديقنا، هذا الشاب يعيش في لندن، ويتقاضى راتبه بالباوند، فلا حاجة له بأموالنا. كان مرحاً خلوقاً ومعجباً بفتاة هولندية كانت ضمن المجموعة. وأثناء خروجنا من أحد المطاعم، مررنا بجانب رجال شرطة، رحبوا بنا وسألونا من أي البلاد نحن، فأشار شاب هولندي –بحسن نية – إلى رينو قائلاً:

-       هو من كوبا!

امتقع لون رينو، أخذه شرطيان على انفراد، وطلبا منا أن ننصرف فوراً، إلا أننا وقفنا نحاول أن نفهم ما يحصل، همس لنا شاب هولندي قائلاً:

-       القانون الكوبي لا يسمح للمواطنين بمخالطة الاجانب.

-       لكن لماذا؟

-       هم يدّعون أنهم يفعلون ذلك حفاظاً على أمن وسلامة السياح، ولكنهم في نفس الوقت يمنعون شعوبهم من الإنفتاح ومعرفة ما يجري في العالم الخارجي.

وفي خلال دقائق، اقتاد الشرطة رينو إلى سيارتهم، حيث أودع في السجن لمدة ثلاثة أيام بتهمة "مخالطة السياح"! أدركت سر أمان كوبا من هذه الحادثة، فالبلد آمنٌ جداً، أكثر آماناً من أي عاصمة أوروبية، والسبب هو انتشار الشرطة، ومنع الشعب من التحدث مع السياح، وأدركت بإن نسج الصداقات في هذا البلد سيكون صعباً.

***

الشيء المريح والمتعب في كوبا، هو ندرة الأنترنت. والأشخاص الذين يمتلكون اتصالاً بالنت، هم على الغالب يعملون في وظائف تتطلب الإنترنت، لذا لا يوجد فيها مقاهي أنترنت. وحينما سألت عائلتي الكوبية عن الأنترنت، دلوني على بيت مهندس يعرفونه، زرته في منزله، واتفقنا على مبلغ دولار سياحي (كوك) لكل نصف ساعة انترنت. أدخلني غرفة صغيرة، فيها كمبيوتر يعود إلى العصر الأموي، ويعمل بتقنية Dial Up حيث تشتغل الصافرة لعدة دقائق قبل أن يفتح النت! كان علي أن اختار وقتاً يتناسب مع توقيت الخليج، لكي أتكلم مع عائلتي وأصدقائي عن طريق المسنجر!

 هذا التخلف قد يبدو متعباً، لكنه في الواقع كان مريحاً لذهني وجسدي، ويمنحك القدر الكافي من العزلة لتندمج أكثر مع المجتمع اللاتيني.
***


ضقت ذرعاً بـ"هافانا" عاصمة كوبا، فبعد 3 أسابيع لم أنسج أي صداقات ولم أنجح في اختراق المجتمع، فحملت شنطتي واتجهت إلى منطقة تسمى ترينيداد Trinidad
إذا أنكرتني بلدةٌ أونكرتها *** خرجت مع البازي على سوادِ
(البازي=الصقر، السوادِ=الليل. والبيت لبشار)
تبعد هذه المنطقة 5ساعات بالباص عن هافانا، وتقع في منتصف الطريق بين هافانا وغوانتامو. وغوانتامو تقع ضمن محافظة تسمى سانتياغو، تشتهر بثقافتها الخاصة التي تسمتد جذورها الأفريقية من بواخر العبيد التي كان يشتريها الأسبان من أفريقيا للعمل في زراعة السكر في كوبا. وبما أن ترينيداد تقع في المنتصف، فهي تحمل خليطاً كبيراً بين الثقافتين، ثقافة اسبانيا وثقافة أفريقيا.
 حينما تصل إلى المدينة، ستجد مدينة كلونية على طراز المدن الإسبانية القديمة، بيوت عربية يتوسطها الفناء، لا تزيد قامتها عن الطابقين، كنائس، حدائق صغيرة، نخيل، بيوت ملونة، وهدوء تحت الشمس، وموسيقى تحت القمر. لم أكن أحمل أكثر من شنطة ظهر ولحاف، ومذكرات تشي جيفارا (ماذا يمكن أن تقرأ في كوبا؟).
 كنت قد وصلت المدينة في الصباح الباكر، تركت الخريطة جانباً، وقررت التسكع دون هدف في لقائي الأول مع ترينيداد. انطلقت من الساحة الرئيسية الفخمة إلى  الأزقة الضيقة المتعبة، رأيت الإبتسامة تمتزج بالعرق، ورأيت الشيخوخة تمتزج بالطيبة، توقفت عند محل خضار، وجدت فاكهة جديدة، جربت بعض الأنواع. عادت لي روحي مرة أخرى لإن وجدت شعباً مختلفاً عن هافانا، أكثر طيبة، وأقل رأسمالية. سألت الناس إن كان بإمكان النوم في الحدائق العامة، أستغربوا السؤال، لكنهم اقترحوا علي ساحة الكنيسة للنوم. بعد المغيب، سمعت صوت غيتار يأتي من أحد الحدائق، تبعته لأجد شاباً أسمراً يعزف بخشوع دون أن يغني، وقفت قبالته أنظر بأذني لعزفه. وإذا بيد تربت على كتفي من الخلف، كان رجلاً أسمراً هو الآخر ويشبه الصبي، تعرفت عليه، كان والد الصبي، طلب مني أن أنضم لعائلته التي تجلس  في طرف الحديقة.
 الرجل كان أسمراً، زوجته شقراء، وأولاده الخمسة كانوا سَلَطَةً مُشّكلةً، والتزواج بين الألوان والأعراق في كوبا مسألة عادية جداً، ومنتشرة جداً، حتى تكاد تشعر أنها الأصل. على عكس أمريكا (بلد المساواة) التي يندر أن تشاهد فيها هذا المشهد. وحينما سألت الزوجين –بعد سقوط الكلفة- عن الزواج المختلط، قالا:
-   في كوبا ما يهم هو "الحب"، متى ما توافر الحب سقطت الشروط الأخرى.
-       لكن أَلَمْ تَشْعرا بالغرابة من الموضوع؟
-       وما الغرابة في الموضوع، كل شيئٍ يَنجذبِ لعكسه!
وبعد جلسة مطولة مع العائلة، سألاني أين أقيم، فأجبتهما بالأجابة المعتادة:
-   أنا خليفة الله في الأرض، لذا فأنا انام في أي مكان يحلو لي.
يبدو أنهما أستطابا معشري، فدعوني للنوم في بيتهم ... مجاناً!
***
أكرمتني العائلة الجديدة، بأعطائي سرير ابنتهم الصغيرة، فقد رفضوا أن أنام في غرفة الجلوس، وفي الصباح أعدوا لي إفطاراً  خفيفاً وقهوة لذيذة. والقهوة في بيوت كوبا تذكرني بالقهوة في كوستا ريكا، لإنها طازجة، يشترونها من المزارع أسبوعياً (للعلم القهوة الطازجة يجب أن تشرب خلال 7 أيام من قطفها، لإنها تموت بعد ذلك، وهذا لا يحصل إلا في أماكن نادرة في العالم، وتحرص "مافيا القهوة" في العالم على أخفاءه عنا).  وأردت الخروج إلى غابة صغيرة تبعد ساعتين مشياً، فأخبرتني الأم بإنه سيقام أحتفال يسمونه كرنفال القمر في أحد ضواحي المدينة، لذا علي أن أعود إلى المنزل قبل السادسة (أرأيتم كيف أصبحت فرداً في العائلة بهذه السرعة). في الطريق إلى الغابة، وجدت ثلاث فتيات من دول مختلفة:غانا، اليونان، كوبا. فرحوا لوجود سائح "رجل" ليرافقهن إلى الغابة، فقد كن يخشيّن أن يحصل لهنّ شيء وهنّ فتيات. استغليت الفرصة لأندد بمكر النساء وتحايلهن، فقلت:
-   إذا أردتن الحصول على امتياز رجولي قرعتن أجراس المساواة، وإذا أردتن الحصول على واجبات الرجل وامتيازاته رفعتن شعار رقة الأنوثة.
الغريب أن الفتيات أيدنني بشدة، وقالت لي اليونانية:
-    في ثقافتنا وجزيرتنا لا زلنا نفرق بين الأدوار الذكورية والأنثوية.
 الفتاة الغانية (من غانا) كانت على معرفة جيدة بأصول الرحلات البرية، وهي منْ جَهّزَ الطعام وصفّا الماء من النهر وأعد كل شيء تقريباً، وقالت لي بإنها كانت تخرج في رحلات صيد مع والدها وتعلمت كل فنون الرحلات. وفي نهاية اليوم حصلت على دعوة عشاء في اليوم التالي لمنزل الفتاة الكوبية لتجربة طبخ أمها.
في المساء ذهبت مع عائلتي إلى الكرنفال، كان بسيطاً جداً، من إعداد البلدية ومن تنفيذ طلبة المدارس. أجمل شيئ في الكرنفال هو سعادة الناس المنتشرة أفقياً وعامودياً، كانوا كلهم يعرفون بعضهم بعضاً، ويتبادلون الأكل والشراب ويطربون لموسيقى الشارع. ويصفقون لابنهائهم المشاركين في الأستعراضات. كان لدي كاميرا ديجيتال، وخلال ساعة اصبحت انا وكاميرتي حديث الكرنفال كله، واصبح الأطفال يتحلقون حولي لمشاهدة المعجزة التي جاء بها العربي من وراء البحار.
عوضتني ترينيداد عن الجفاف الأجتماعي الذي أصابني في هافانا بسبب جشع الناس، وأعادت لي أنسانيتي وانفتاحي وثقتي في الآخرين.
نحن نظلم العالم حينما نعتقد أن كل مدينة تشبه جارتها، السفر يعلمك بإن كل شارع يختلف عن الذي يليه.




هناك 4 تعليقات:

  1. لهذا السبب قلت لك في معرض الرياض للسفر والسياحة أنك من أفضل الرحالة المعاصرين وأنك تذكرنا بالرحالة القدامى , والسبب أنك تسافر بالمعنى الحقيقي ( للرحالة) حيث تخالط الناس وتأكل وتشرب معهم وتكون من فرداً من مجتمعهم .

    ردحذف
  2. استمتعت جدا بالرحلة شكرا لك على مشاركتك لنا بمشاعرك

    ردحذف
  3. روووووووعه جداااا

    كأني عرفت نظيرة كوبا في بلادنا العربية
    إنها أم الدنيا

    ردحذف
  4. نحن نقدم مجموعة واسعة من الخدمات المالية والتي تشمل: تخطيط الأعمال والتجارية وتمويل التنمية، خصائص والرهون العقارية، القروض توطيد الديون، القروض التجارية، القروض الخاصة، وقروض السيارات، قروض الفندق، والقروض الطلابية، والقروض الشخصية الرئيسية إعادة تمويل قروض بفائدة منخفضة معدل @ 3٪ السنوي إلى الأفراد والشركات والهيئات الاعتبارية. الحصول على أفضل لعائلتك وامتلاك منزل أحلامك، وكذلك مع مخططنا القرض العام.

    رقم الهاتف: + 91-7418483326
    ما سوب: + 91-7418483326
    البريد الإلكتروني: lendingplc@gmail.com

    ردحذف